Ad Code

Responsive Advertisement

Ticker

6/recent/ticker-posts

الحق فالتمشخيربقلم رشيد نيني


أسوا شيئ يمكن أن يحدث للسياسيين و المسؤولين في هذه البلادأن يكون هناك من يسخر منهم. فهم يريدون أن يضحكوا علينا دون أن يكون هناك من يضحك عليهم، و يحبون أن ينقلبوا على ظهورهم من "التكرشيخ" و أن نبقى مع ذلك جامدين نتالم في دواخلنا بصمت، و ربما طلبوا إلينا أن أن نبتسم و نهتف بأسمائهمرافعين ذلك الشعار البليد الذي يقول "بالروح بالدم نفديك يا فرتلان".، أقسى عقاب يمكن أن ينزل بالمسؤولين في هذه البلاد، هو أن تجعل أبناء الشعب يضحكون من صنيع بعضهم كل صباح. و يسخرون منهم في مجامعهم الخاصة و العامة. حتى اصبح حلم بعضهم ان يرى مسؤوله المباشر في العمل أو مديره المرتشي او النصاب مصلوبا على اعمدة الصحافة لكي يشفي غليله فيه طيلة الايام التي ستلي صلبه.
مسؤولنا يمكن أن يسامحوك إذا تكلمت معهم بغضب و خرجت في مسيرة منددة، فهم يعرفون ان المسيرات لو كانت تجدي نفعا لكنا حررنا فلسطين منذ خمسين عاما، و يمكن أن يغفروا لك أن تكتب عنهم بجدية الى الراي العام، و تنشر فضائحهم على الملأ، فلو كان النشر يفيد في إعتقال لصوص المال العام لوجدنا أنفسنا الان نصدر المساجين الى الخارج لكثرثهم و استحالة الاحتفاظ بهم في سجون المملكة.
و يمكن أن يتغاضوا عنك إذا ذهبت الى القضاء و رفعت دعوى ضدهم، فهم يعرفون أن ما يوجد بالمغرب ليس سوى مبنى الوزارة الفخم الذي يمد فيه الوزير و حاشيته ارجلهم، أما العدل فيوجد في السماء.
لكن أن تسخر منهم أن تزيل عن عوراتهم اوراق التوت كما تصنع عارضات "الستريبتيز" مع قطع ملابسهن، فهذا ما يخرجهم عن وقارهم المصطنع و يحولهم الى خصوم شرسين يصنعون ما بوسعهم لإسكات صوتك الشامت و محو ابتسامتك الساخرة و اخماد ضحطات الجمهور التي يتردد صداها في اذانهم طيلة الليل و يحرمهم من النوم.
فهؤلاء ايضا لديهم ضمائر لكنها نائمة للاسف. و بمجرد ما تجد من يوقظها  يبدا اصحابها في تنويمها من جديد حرصا على راحتها، و ليس هناك من ظمائر مرتاحة في هذه البلاد مثل ضمائر بعض المسؤولين،ذلك أنها غارقة في النوم و مرتاحة من التأنيب الذي يعذب الضمائر المتيقظة التي يبقي عليها اصحابها حية.
لذلك يجب ان تستمر السخرية و أن تستمر الابتسامة على شفاه الجمهور. فعندما يبتسم المهزوم يفقد المنتصر لذة النصر. و هم قد انتصروا علينا في اكثر من حرب، هزمونا و نحن نبعث عن عمل بحيث حفروا الخنادق السحيقة حول الوظائف المهمة و أرسلوا ابناءهم إلى الخارج بكي يدرسوا و يحصلوا عللى الشهادات العليا حتى إذا ما عادوا وجدوا الوظائف ساخنة بانتظارهم، فيما بقينا نحن وراء الخندق السحيق نستمع الى مزايا سياسة التعريب و ندرس في فصول مظلمة عانينا فيها من التيارات الهوائية أكثر مما سنعانيه فيما بعد بسبب التيارات السياسية، فكلاهما اصاب اجهزتنا التنفسية بعسر حاد في استنشاق هواء الحرية النقي.
هزمونا و نحن نصارع الامراض من اجل التطبيب المجاني و نجحوا في جعلنا نقف في الخطوط الامامية لمواجهة الامراض و الجراثيم و الكلاب المصابة بالسعار، عراة إلا من ايماننا بانه ليست هناك إلا موتتة واحدة في هذه الدنيا. هزمونا عندما جعلونا نتصور أننا جميعا سواسية أما القانون، فبدأنا نفتح افواهنا اكثر من اللازم و قلنا إنه حتى الاقوياء في هذه البلاد يمكن ان يقفوا امام العدالة، إلى ان جاء من ذكرنا بأن اسنان المشط عندنا ليست متساوية و أن من ثبت انهم لصوص يستحقون الجلد في مكان عام لا احد عاد يفكر في متابعتهم، و في المقابل اصبحوا يتابعوننا نحن الذين لم نختلس من ميزانية و لم نهرب من حقائبنا شيئا، يتابعوننا بتهمة التهكم على اسيادنا و السخرية من زعمائنا و سرقة الضحك العام من افواه الجماهير.
و مع ذلك، و رغم انتصاراتهم الباهرة علينا و طرحنا ارضا، فانهم يستكثرون علينا حتى الضحك معهم بسبب هذه الهزائم النكراء.
يستكثرون علينا أن أن نمزح معهم و نمد ايدينا المرتعشة الى ما تحت اَباطهم لكي نهرهم قليلا و نشاكسهم. يسنكثرون علينا أن نقول لهم باسمين  اننا نعرفكم واحدا واحدا، و نعرف من يكذب علينا منكم و من ينافقنا و من يحتال علينا بابتساماته الوديعة التي تخفي انياب الذئب الحادة، و من يسرق مصروف جيبنا اليومي و يهدره على عاداته السرية الصغيرة التي في كل مره يعقبها ندم شديد، من طرفنا طبعا.
اخدتم كل شيء، صادرتم الفرح و حولتموه الى سلعة مهربة تروجونها بينكم في اسواقكم الخاصة، ادخلتم السعادة ضمن القطاعات التي شملتها الخوصصة و فرقتم اسهمها بينكم و جلستم قرب هواتفكم تنتظرون من يزف اليكم خبر ارتفاع سنداتها في بورصة الوطن.
حولتم التطبيب من حق الى امتياز لانكم بسبب جنسياتكم المزدوجة تطيرون الى مستشفيات الجيران لاجراء تحاليل شاملة، و يفوتكم كل مره أن تجروا تحليلا واحدا على القلب لتفطنوا إلى أن قلوبكم اصبحت اكثر قسوة على الوطن و البسطاء من ابنائه.
فرقتم بينكم رخص استغلال ثروات البلاد الكبرى و فرقتم علينا رخص استغلال سيارات الاجرة و المخادع الهاتفية. 
و الاَن لا نطلب من سعادتكم شيئا اَخر  غير ان تتركونا نبتسم قليلا، و ان تضحك بسلام، فالهم كما تعرفون ايها السادة "الى كترك يضحك"، و نحن لدينا احتياطي فادح من الهم يكفينا نحن و ذريتنا من بعدنا.
دعونا نضحك قليلا يا سادة، فحتى المحكومون بالاعدام يتركون لهم حرية اختيار رغبتهم الاخيرة في هذه الحياة، لتكن رغبتنا نحن و رقابنا تحت احديتكم الثقيلة هي هذه بالضبط، أن "نتمشخر" عليكم قليلا، فهل ستحرمونا من هذه النزوة ايضا ؟ 





إرسال تعليق

0 تعليقات